‏إظهار الرسائل ذات التسميات وقفات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وقفات. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 23 يونيو 2020

الخرافات المريضة (الحقائق البديلة)

كلما فكرت أننا قد تجاوزنا عصر الخرافات والترهات الاعتقادية والتفكير غير العلمي، صدمت بترهات غريبة الشكل، وفي آخر مكانٍ أتوقع وجودها فيه!
أنا لا أتحدث أبدا عن خرافات أسمعها في مناطق شعبية فقيرة ينتشر بينهم أفراد متواضعي التعليم، ولا عن أمور من تلك الترهات التي اعتادتها أسماعنا عن أفراد يؤمنون بالتنجيم أو قراءة الأبراج أو الشعوذة أو ما إلى ذلك (وإن كان في تلك القصص ما يثير السخرية)، لكنني أتكلم عن ترهات تبث على منابر دعاة وعلماء وسياسيين من مختلف الاتجاهات، ثم يتناقلونها ويبنى عليها ويروى فيها القصص..
***
كتبت ما سبق في 2016، لا أذكر أنني سمعت وقتها مصطلح "الحقائق البديلة"، الذي صكه ترامب لاحقاً، اليوم من باب الفضول، أمر على المدونة لأقرأ هذه المسودة، وأضحك!

الخميس، 30 يونيو 2016

لا تحاول!

- هل تعرف فيم أفكر الآن؟
"بالطبع أعرف!" أجيبه بكل ثقة!
تتعلق عيناه بي في فضول، بينما أستطرد: أنت تفكر في هذه اللحظة "كيف سيجيب سؤالي" بكل تأكيد!
أبتسم في ظفر بينما أنظر لوجهه الواجم: "لا يمكنك في هذه اللحظة بينما تنتظر اجابتي أن تفكر في شئ آخر يا صديقي!..لا تحاول الانكار"

الخميس، 13 يونيو 2013

ترهات تعجبني!

منذ حوالي أسبوعين، صرت أجد في نفسي ميلا للكتابة كل صباح، أكتب مرتجلا كما أفعل الآن، وأنشر على فيسبوك ما يبدو أنه رسائل، أروي فيها خيالا وترّهات..يختلط فيها المكان والزمان وتقاتل من لم تعاصر في تفاعلات بين أطراف لم تلتق أبدا..

خلال الأسبوع الأول كانت التساؤلات تنهال علي، أحدهم يطمئن على قواي العقلية، والآخر يسخر، وآخر يجاريني ويتمادى، ممتع للغاية أن تكون مجنونا، في تلك اللحظة يباح لك أن تقول أي شئ وكل شئ، وعلى فكرة، ستجد من يصغي إليك أكثر ممن تجد عندما تتكلم بصوت العقل!

لا حد لجنون البشر!..ومن الواضح أن عليك أن تكلم هؤلاء البشر بلغاتهم!..

تجربة رائعة يبدو أنني سوف أستمر فيها لبعض الوقت..

السبت، 30 مارس 2013

ياللمليونير المسكين!

يروي لي رفيق رحلة، أن سيارة بوجاتي Bugatti، حاذته يوما في احدى الاشارات، بينما مر متسول ممن يستجدون الناس بمسح سياراتهم بخرقة بالية، بدأ بمسح زجاج سيارته فنزل صاحبها صارخا بحسرة "ماذا تفعل؟..ان كنت تريد مالا فقط اطلب!"

يضحك الشاب قائلا: "أشفقت عليه حقيقة!!"..التفتّ إليه قائلا: "والضمير عائد على؟!"
أجابني ضاحكا: "صاحب البوجاتي طبعا!!"
ياله من مسكين!...

الثلاثاء، 12 مارس 2013

مدينة البط


في كل مؤسسة كبرى، خاصة أو عامة، تجد في جسدها المترهل الضخم، فئة من الموظفين الذين لا داعي لهم، يعرقلون عملك بغير داع، لأجل شكليات كان يمكنك القيام بها بنفسك بدلا من الوقوع تحت رحمتهم..

يشعرونك أن ضغطة زر قد ترهقهم، أو توقيع ما لمعاملتك (إن برفض أو قبول) سيتطلب منهم عملا مضنيا لأيام وشهور..

وفوق كل هذا، فأنت محظوظ دائما إن وجدت أحدهم في مكتبه، لكن احرص يا صديقي المحظوظ، ألا تنغص عليه استراحة الشاي أو افطاره، فالرجل يتعب في عمله بما يكفي!

أولئك هم (البط)..أنتم بهم عارفون!

السبت، 2 مارس 2013

كبّر دماغك!

لا تنشغل بكل ما هو حولك، كل ما تراه وتسمعه، كل هذا الضجيج من حولك لن يذكره التاريخ لاحقا في أكثر من سطرين مطلعهما: "ثم مرت مصر بفترة اضطرابات"..

اختر معركتك واغتنم الفرص الحقيقية يا صديقي، فربما تكون الفرصة مواتية لتسوّد صفحاتك الخاصة، بإسهام حضاري ما أو سيرة ذاتية مشرّفة، أو حتى موقف جاد حقيقي في معركة حق لا يستغلك فيها أحد، ولا تُحسب فيها على أحد بقدر ما يُحسب آخرون عليك..

إن أحدا ممن تراهم اليوم يملأون الهواء حولك غثاءً لا يستحق أن تحسب عليه أو أن تكون في حزبه، لا أظن أحدا يكرم نفسه يقبل بهذا الموقف ليقف فيه، الفرق بين أن تكون (أحدهم) أو أن تكون (الفتى)، كالفرق بين الثرى والثريا..

إن أسهل شئ أن تنشغل بتفاصيل هذه الأيام، نحن ببساطة نعيشها، كل ما عليك هو أن تترك نفسك للتيار الجارف من حولك، الاعلام والناس، والجدال في بيتك وعملك ومحل دراستك..يتحدث الجميع، يثيرون أعصابك، يشغلون أفكارك، تجادلهم فيجادلونك، تتطور الأمور أو لا تتطور، لكنك يوميا تعيش هذا التشتيت!

جرب ألا تشارك..لقد نجحتُ في ذلك!
ستشعر وقتها بانتصارك، خاصة إن كنت ممن تكلموا وقت كان كل هؤلاء يخشون الكلام، وأنت اليوم تصمت حيث لا أحد يريد الصمت بل ويخشاه..

تشاغل بمشروعك..الشخصي أو العام..
لست مضطرا للانشغال بما ينشغل به من حولك، هذه ليست مباراة كرة، وإن كانت فلا مبرر للانشغال بها أيضا!
ترفع عن كل هذه السفاسف، أين مشروعك وهدفك؟..
لا تضيع وقتك مع هؤلاء..سيمر كل هذا بينما هم ينتظرون من يقودهم، سيمر بينما كلهم في مكانهم لم يتقدموا قيد أنملة، أنت تعلم أن لا أحد منهم يقينا على حق، تعلم أنك لم تتيقن من حق أي منهم لتنصره..

تجاوز كل هذا وانطلق، تعلّم، أو كوّن مشروعا تجد فيه نفسك أو كن جزءا منه..فسوف تندم غدا ان قبلت بالاصطفاف مع هؤلاء..

السبت، 13 أكتوبر 2012

أعصابكم أيها الثوار!!

يقرر الرئيس دعوة مجلس الشعب للانعقاد، تحتج الدستورية وتنصب المكلمة في الاعلام، ينزل مؤيدوا الرئيس إلى الشارع..
ثم يتراجع الرئيس..
يقرر الرئيس تعيين النائب العام سفيرا بالخارج، يحتج من القضاة من يحتج، ينزل مؤيدو القرار ومعارضو الرئيس إلى الشارع، معركة تنصب في ميدان التحرير ويلعب السيد النائب دور المتأهب للشهادة بحديثه عن الاغتيال..
وبعد اجتماع مطول يتراجع الرئيس!

كم درس نحتاج لنتعلم أن تأييد موقف سياسي ما يجب أن يعطى حجمه الصحيح؟
لأي شئ كان الجرحى وخسائر الأمس؟..بغض النظر عن الموقف السياسي، فكل ما يحدث في الميدان يتحمله الثوار المتصارعين اليوم، أنتم تقتتلون على لعبة سياسية حلها يكون في الأروقة والغرف المغلقة..وليس في الميدان..

هل يظن أحد أنه لو أن الاخوان احتلوا ليلة أمس ميدان التحرير لكانت نتيجة اجتماع اليوم مختلفة؟..قطعا لا!..بكل تأكيد!
***
يؤسفني تكرار تراجع الرئيس أمام القضاء، وإن كان ذلك لا يعيب أبدا من حيث الأصل، لكنني كنت اتمنى أن تكون مواقف الرئاسة قائمة على أرض صلبة أكثر، لنؤيدها بثقة أكبر..لكن ربما للرئيس حساباته، ربما يصدر هذه القرارات لتحريك الماء الراكد، لاجبار الهيئة القضائية على الاجتماع به والتفاوض، لأي سبب كان..لكن السؤال هو: ما الداعي للتغطية على ما يفعله الرئيس بهذا الصخب في الشارع؟!

أليس الأجدر بكل هذه القوى أن توفر جهدها ودمها؟..ألا تعتقد هذه القوى المتصارعة من الجانبين أن لجماهيرها طاقة محدودة، وأن طول الصراع العبثي في الشارع بلا طائل لن يؤدي في النهاية إلا إلى انفضاض الجماهير من حولها؟!

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

تباً للعالَم...

تبدأ البرامج ومحاولات المبرمجين عادة ببرنامج تجريبي شهير هو (Hello World) ويعرّب في كثير من الأحيان بـ"أهلا بالعالم"..لا يفعل هذا البرنامج شيئاً سوى طباعة هذه الرسالة على شاشته..
لكن ماذا عن متمرد يود أن يبدأ ممارسة تمرده بحركة تجريبية؟..لا شك أنه سيبدأ دائماً بـ"تباً للعالم"..

لكن، وكما في عالم البرمجة، حيث يتوقف الشخص غير الشغوف حقيقة عند حدود (أهلا بالعالم)..فإن أدعياء التمرد دائماً ما يتوقفون عند (تباً للعالم)، أغلب المتمردين المعروفين هم من ذوي التمرد الشكلي، لا شئ حقيقي فيما يفعلون سوى شعارات ومظاهر، عناد في نقاط ربما لا تستحق كثيراً من العناء..ربما لهذا هم معروفون، فمبدأ (خالف تعرف) يعمل حقيقة، ومن كان غرضه أن يُعرف فلن يتكبد عناء تمرد حقيقي وتحدٍ يحتاج منه إلى صمود وخوض لمساحات مظلمة في هذا العالم، إذا كان يستطيع تحقيق الشهرة بأشياء أكثر بساطة بكثير!

استرعى انتباهي أمس، فيديو لرجل رأيت أنه متمرد حقيقي، أراه يستحق أن يكون رائداً في هذا العصر، استطاع حقيقة أن يعيش ويتكيف رغم رفض العالم الحديث له، "تباً للعالم"، لم يقلها بلسانه وانما بأفعاله، ثم ذهب يعرض أفكاره وما فعل مجدداً أمام هذا العالم، كأنما يقول له: "انظر وتعلّم إذاً يا مسكين!"..

كم أحسد هذا الرجل على قوته!

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

المرة الأولى

تسألني "لم تفعل ذلك؟!"
حسناً يا صديقي، هل تذكر ذلك الشغف؟..خطواتك الأولى، تفعل هذا الأمر لأول مرة، أمر ما طالما نظرت لمن يفعلونه باعجاب وتمنيت أن تكون مكانهم..أنت اليوم بطل المشهد!
هل تذكر هذه الفرحة؟..عندما امتلكت لأول مرة ما حلمت طويلاً بامتلاكه، صرت سعيداً به، تلتفت نحوه، تتحسسه كلما مرت برهة من الوقت.

هل تذكر المرة الأولى التي حملت فيها مفتاح منزل والديك؟..كيف شعرت بكونك بالغاً موضع ثقة؟
هل تذكر أول ساعة يد امتلكتها؟..أول هاتف محمول؟..هل تذكر كم قضيت من الوقت تعبث به؟
هل تذكر أول صلاة؟..أول رمضان تصومه؟..
أول راتب تستلمه في أول وظيفة؟..أول مرة قدت فيها السيارة؟

يغيب هذا الاحساس لاحقاً باعتياد ما تفعل، تألفه بطبيعة الحال، ويصبح تكراره في أحسن الأحوال، جزءاً من الروتين لا تلقي له بالاً..تبحث عن الجديد، ثم تنتشي بتجربته، ثم تألف ما سبب لك هذه النشوة، لتبحث عن غيره..

أودى هذا الشعور بحياة الكثيرين، فبحثاً عن هذا الشغف، سقط البعضُ من الطائرات، أكل بعضَهم الوحوشُ والكواسر، أدمن بعضهم المخدرات، غرقَ بعضُهم في البحار، وقُتِل آخرون في معارك مختلفة التوصيف..انهم هؤلاء المغامرين الذين لم يتوقفوا أبداً عن اختراق الحجب، تجربة الجديد كان هدفهم ولم يوقفهم أي شئ، هم ماتوا كما يموت الناس، هم غالباً نادمون على بعض تجاربهم الآن، ربما كان يجدر بكثير منهم أن يتحلى بشئ من التعقل..

لكنك يا صديقي على النقيض، رغم قدرٍ من روح المغامرة تحليتَ به، تقل مع الوقت خياراتك، لتجد أنك رغم كل ما جربته في هذه الحياة، تقف الآن سئماً، تبحث عن أي جديد..والحقيقة التي ربما لا تخفى عليك وإن كنت تنساها، أن ما لم تجربه أكثر بكثير مما جربته، لكنك حددت أفكارك في محيطك الخاص، والذي ربما يكون أضيق مما تتصور!

وما بين الموت والحياة، والخطر والسلامة، تحتار..وتقف حائراً أمام أسئلةٍ تتكرر في كل موقف: هل يستحق الأمر مخاطرة؟..
وبين أن تموت جاهلاً بعد وقتٍ ما تأمل أن يبلغه أجلك، أو احتمال ما -كبر أو صغر- لموتك الآن بينما تتعلم..تتوقف!!..لتتساءل عن قيمةِ ما سوف تتعلم من هذه التجربة..

والحقيقة أن أجلك المكتوب لن يقدم موعده تهور ولن يؤخره تخاذل، لكنك إما أن تموت عارفاً، مجرباً، بطلاً إن شئت..أو تموت سئماً، وربما تموت سأماً، بعد حياة مملة عشت فيها شيخاً لم يتمتع بحكمة الشيوخ لأنه أحجم عن تجارب الشباب..

يا صديقي، أنا أفعل ذلك لأنني أفضّل الموت على الهرم..

الاثنين، 14 مايو 2012

نعم، أتغير...

من قبيل الصدفة وجدت سلسلة قد بدأت منذ أيام للدكتور سلمان العودة، بدأت بحلقة عن التغير الذي يعتري البشر..واستعرت عنواني من وسمه الأول..
قُل لِمَن يَبكي عَلى رَسمٍ دَرَس واقِفاً ما ضَرَّ لَو كانَ جَلَس
هكذا سخر أبو نواس من امرؤ القيس، في قوله (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)..يبدو لي أبو نواس أهوجاً لا يقدّر جلال اللحظة والوقفة!

تلك الوقفة التي يقفها كل منا لينظر لما وراءه، لن ترى بعيدا إن كنت جالسا يا أبا نواس!..قف لتنظر إلى كل ما وراءك يا رجل!..كل ما فاتك وكل ما ضيعت..انظر كيف كنت جاهلا، وكيف أصبحت اليوم.

إن وقفت هذه الوقفة بصدق، فصدقني، لن تكون اليوم أبدا مسكونا بالثقة، إذا رأيت كل أخطاء الماضي، والتي ارتكبتها بكل ثقة واصرار وكل ما دافعت عنه بثقة عمياء، فلا شك يا صديقي أنك تعلم أنك -لا تزال- نفس الشخص، وموقفك الجديد قد لا يختلف في صوابه وخطئه كثيرا عن كل هذه السفاهات التي دافعت عنها قديما!

هل كانت الثقة تريحك؟..ربما!..فذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم، كما قال المتنبي، والراحة ليست مما يتمتع به أصحاب العقول، فالعقل ميزة يتمتع بها الانسان، وهذا الانسان قد خلق في كبد!
مشكلة العالم أن الأغبياء والمتشددين واثقون بأنفسهم أشد الثقة دائما، أما الحكماء فتملؤهم الشكوك - برتراند راسل
ربما لذلك تجد دائما، ذلك الفارغ المنتمي إلى عصر فاشل، يقف منتصب الهامة ويعطي الوعود بلا حساب، تعلم أنه لن يفعل، يتكلم عن انجازاته السابقة في عصر لو كان فيه انجاز لما وقف اليوم مثل هذا الموقف أصلا، وعوده وهمية كانجازاته وحججه أتفه من أن تناقش، لكنه قادر على التبجح بها طوال الوقت!..تعلم يا صديقي عمن أتكلم، لا تتصنع البراءة،  ولا أظن أحدا يرى ما أراه يريد أن يكون مثل هذا الشخص..

لذلك توقف وانظر لما خلفك، انك في مأزق حقيقي يا صديقي إن لم تمتلئ بالشك، كم شخص كان مثلا يحتذى في حياتك سقط؟..كم شخص كان في عينك نجما، انطفأ؟
كم فكرة دافعت عنها منذ ثلاث سنوات، صرت تراها اليوم سطحية سفيهة؟..كم تصرف كنت لتفعله منذ خمس سنوات، صرت اليوم تراه سخافة؟..
كم شخص كنت تستمع إليه كالتلميذ، صرت اليوم ترى ما يقوله (غير مفيد) أو (لا جديد فيه)؟

لا تخطئ خطئي بتحريك رأسك موافقا لكلامي بينما لا تشعر بما أقول فعلا!!..هكذا فعلت أنا في أول مرة قيل لي هذا الكلام!
اقلق يا رجل، أنت الآن على مفترق طرق، إذا كنت تشعر بما أقول، وانتابك الفزع وأنت تنظر وراءك وتستعرض ما جرى وكيف كنت، فانتبه ألا ضمان لك بأن لا يكون عقلك الجديد -أيضا- سطحيا، سفيها خاطئا، لا تكن واثقا اليوم كثقتك في نفسك أول مرة، فلا زلت نفس الشخص يا صديقي، لا تزال نفس هذا الانسان..أما إن كنت لا تشعر بهذا الفزع فمصيبتك أعظم!!..ماذا تعلمت من سنوات عمرك إذاً وأي تغيير أحدثته فيك الأيام؟!

افترض الآن يا صديقي أنك قد وصلت إلى حالة من ثلاث، كلها غير مريحة، سامحني لم أحذرك قبل القراءة، عمداً، حتى لا تعيش بسلام..

فأما الحالة الأولى: أنني دفعتك للتشكك أخيرا، ورغم أنني هدمت سلامك الداخلي، إلا أنك ربما ممتن، هكذا أشعر تجاه من فعلوا بي هذا ولا تسألني عن التفسير، ولا تسألني ان كنت الآن على الطريق الصحيح..

وأما الثانية أن أكون قد أعدتك إلى شكك القديم، شك في شكك يا صديقي..هل تغيرنا إلى الأفضل فعلا أم إلى الأسوأ؟
هل ظلمنا من أسقطناهم من حساباتنا؟..هل تكلموا بالصدق فرفضناه اتباعا للهوى؟..
وإن كنا على صواب، هل من نوليهم ثقتنا اليوم وأحطنا أنفسنا بهم، على صواب أيضا؟
هل ما نسخر من سطحيته اليوم هو صائب في بساطته؟..هل نحن نضلل أنفسنا بالتعمق؟..لا تغتر بعمق فكرتك (إن كانت عميقة بالفعل)، وانتبه، فقد لا تدرك عيناك الفرق بين فكرة عميقة وفكرة عقيمة..

إنك لست حكيما -بالضرورة- يا صديقي المتشكك، فكل حكيم متشكك، وليس كل متشكك حكيم، لكنك بالضرورة في مأزق، كما هم كل الناس..

وأما الثالثة، أنك تتمنى قتلي، حتى لا أقول هذا ثانية، وليبقى عالمك بسلام لا ينغص صفوه أمثالي، معسكرك كبير على أي حال فلا تتعب نفسك بمهمة قد يقوم بها عنك ألف ألف واحد..والسلام..